رومية ودنانير كسروية أو فارسية، وكذلك كانت الدراهم، ولكن الغالب أن تكون معاملاتهم بالدنانير الرومية والدراهم الفارسية ولذلك كانت الهرقلية (1) أعز عندهم وأرغب، حتى ضربوا المثل بجمالها، وزهوها) (2) وقال في تاريخ العرب قبل الاسلام: (أما أهل الحجاز، فقد تعاملوا بالنقود الرومية والساسانية، تعاملوا بالدراهم، وتعاملوا بالدنانير، وتعاملوا بالدانق.
ولعلهم كانوا يتعاملون بنقود أهل اليمن كذلك، وبنقود أهل الحبشة، فقد كان أهل مكة خاصة تجارا يتاجرون مع اليمن ويتاجرون مع العراق: وبلاد الشام وتجارتهم هذه تجعلهم يستعملون مختلف النقود. خاصة انهم كانوا في مكان فقير لا يساعد على ضرب النقد فيه وأغلب اعتماد العرب في الجاهلية، وفي صدر الاسلام قبل ضرب النقود الاسلامية بالحروف العربية على النقد الذهب المضروب عند الروم وهو الدينار. أما النقود المضروبة من الفضة فكان جل اعتماد العرب فيها على نقود الساسانيين) (3) وقال أيضا: (فيظهر مما تقدم أن مكة بصورة خاصة كانت عند ظهور الاسلام تتعامل بمختلف أنواع العملة المضروبة في ذلك العهد، بعملة الروم وبعملة الفرس، ذلك لأن تجارها كانوا يقصدون مختلف الأسواق للاتجار: أسواق الأرضين الخاضعة للروم وأسواق البلاد الخاضعة لحكم الفرس ونفوذهم، فاضطروا بعامل تعاملهم هذا واتصالهم ببلاد ذات عملات مختلفة إلى التعامل بعملات تلك البلاد حتى في أسواقها الداخلية حيث كان من الصعب على أهل مكة وبقية أهل الحجاز ضرب النقود باسمهم، وإيجاد عملات خاصة بهم يتعامل بها في الأسواق، فكانوا يتعاملون بكل العمل من غير تفريق وبأسعارها الرائجة في السوق. ولم يرد في الأخبار ما يفيد قيام الأماكن الأخرى في الحجاز بضرب النقود فيها). (4) فهذه الكلمات صريحة في أن أغلب تعامل العرب في الجاهلية وصدر الاسلام