ملئت جوراً وظلماً ...» «1».
قال محمّد بن الصبّان: «ان المهدي يقفو أثر رسول اللَّه لا يخطى، له ملك يسدّده ... يعزّ اللَّه به الاسلام بعد ذله، ويحييه بعد موته، ويضع الجزية ويدعو الى اللَّه تعالى بالسيف فمن أبى قتل، ومن نازعه خذل، يحكم بالدين الخالص عن الرأي ويخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك، لظنهم ان اللَّه تعالى لا يحدث بعد أئمتهم مجتهداً» «2».
أخرج جمال الدين يوسف بن علي المقدسي الشافعي بسنده عن جابر بن عبد اللَّه قال: «دخل رجلٌ على أبي جعفر محمّد بن علي فقال: اقبض مني هذه الخمسمائة درهم فانها زكاة مالي، فقال له أبو جعفر: خذها أنت وضعها في جيرانك من أهل الاسلام والمساكين من اخوانك المسلمين، ثم قال: إذا قام مهديّنا أهل البيت قسّم بالسويّة وعدل في الرعية، فمن اطاعه فقد أطاع اللَّه، ومن عصاه فقد عصى اللَّه» «3».
قال السيوطي: «وأخرج أحمد والباوردي في المعرفة وأبو نعيم عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: أبشركم بالمهدي، رجل من قريش من عترتي، يبعث في امتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ويقسم المال صحاحاً، فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسويّة بين الناس، ويملأ قلوب أمة محمّد غنىً، ويسعهم عدله، حتى انه ينادي: من له حاجة الي؟ فما يأتيه أحد الا