الإمامية، وخصوصاً الاثنا عشرية فهم يزعمون ان الثاني عشر من أئمتهم وهو محمّد بن الحسن العسكري، ويلقبونه بالمهدي، دخل في سرداب بالحلّة وتغيّب حين اعتقل مع أمه، وغاب هنالك، وهو يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض عدلًا، وهم الى الآن ينتظرونه ويسمّونه المنتظر لذلك ويقفون في كل ليلة بعد صلاة المغرب بباب السرداب وقد قدموا مركباً فيهتفون باسمه ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم ثم يفضّون ويرجئون الأمر الى الليلة الآتية وهم على ذلك لهذا العهد» «1».
وروى المجلسي عن الراوندي في (الخرائج والجرايح) عن رشيق صاحب المادراي قصة محاصرة جند المعتضد العباسي لدار الإمام العسكري، وكبسهم البيت للقبض على الإمام المهدي، فقال: «... ثم بعثوا عسكراً أكثر فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة القرآن فاجتمعوا على بابه، وحفظوه حتى لا يصعد، وأميرهم قائم حتى يصل «2» العسكر كلهم، فخرج من السكة التي على باب السرداب ومر عليهم، فلما غاب قال الأمير: انزلوا عليه، فقالوا: أليس هو مرّ عليك؟
فقال: ما رأيت.
قال: ولم تركتموه؟
قالوا: انّا حسبنا انك تراه» «3».
وراح بعض علماء السنة من المعاصرين في بغداد ينظم فرية بقاء الامام عليه السلام في السرداب في قصيدة لم يصرّح باسمه فيها، فألّف الشيخ النوري الطبرسي