وهذه حالة المهدي عليه السّلام، لأنكم رويتم أن ادريس حي موجود في السماء منذ زمانه الى الآن، ورويتم ان الخضرحيّ موجود منذ زمان موسى عليه السّلام أو قبله الى الآن، ورويتم ان عيسى حيّ موجود في السماء وانه يرجع الى الأرض مع المهدي عليه السّلام. فهذه ثلاثة نفر من البشر قد طالت أعمارهم وسقط التعجب بهم من طول أعمارهم، فهلا كان لمحمّد بن عبد اللَّه صلوات اللَّه وسلامه عليه وآله اسوة بواحد منهم أن يكون من عترته آية للَّه جل جلاله في أمته بطول عمر واحد من ذريته؟ فقد ذكرتم ورويتم في صفته أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلًا بعدما ملئت جوراً وظلماً، ولو فكرتم فعرفتم ان تصديقكم وشهادتكم انه يملأ الأرض بالعدل شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً أعجب من طول بقائه وأقرب الى أن يكون ملحوظاً بكرامات اللَّه جلّ جلاله لأوليائه، وقد شهدتم أيضاً له ان عيسى بن مريم النبي المعظم عليهما السلام يصلي خلفه مقتدياً به في صلاته وتبعاً له ومنصوراً به في حروبه وغزواته وهذا أيضاً أعظم مقاماً مما استبعدتموه من طول حياته فوافقوا على ذلك. وفي حكاية الكلام زيادة فاطلب من الطرائف وغيرها» «1».
قال البدخشي: «... ولم يزل مختفيا حيّاً باقياً حتى يؤمر بالخروج فيخرج ويملأ الأرض عدلًا كما ملئت جوراً، ولا استحالة في طول حياته فانه قد عمر كثير من الناس حتى جاوزوا الالف، كنوح ولقمان، والخضر على نبيّنا وعليهم السلام» «2».