ثم لا يخلو بقاء هؤلاء الثلاثة من قسمين أيضاً، اما ان يكون لسبب أو لا يكون لسبب. فان كان لغير سبب كان خارجاً عن وجه الحكمة، وما يخرج عن وجه الحكمة لا يدخل في أفعال اللَّه تعالى، فلابد من أن يكون لسبب تقتضيه حكمة اللَّه تعالى» «1».
قال السيد رضي الدين ابن طاووس الحسني الحسيني المتوفي 664 ه:
«الفصل التاسع والسبعون: ولقد جمعني وبعض أهل الخلاف مجلس منفرد، فقلت لهم: ما الذي تأخذون على الإمامية، عرّفوني به بغير تقّية لأذكر ما عندي وفيه غلقنا باب الموضع الذي كنّا ساكنيه، فقالوا نأخذ عليهم تعرضهم بالصحابة، ونأخذ عليهم القول بالرجعة، والقول بالمتعة، ونأخذ عليهم حديث المهدي وانه حي مع تطاول زمان غيبته، فقلت لهم ... [وبعد أن أجاب إجابات شافية عن الأسئلة الثلاثة، أجاب عن السؤال الرابع بقوله ]:
وأما ما أخذتم عليهم من طول غيبة المهدي عليه السّلام، فأنتم تعلمون أنه لو حضر رجل وقال أنا أمشي على الماء ببغداد فانه يجتمع لمشاهدته لعل من يقدر على ذلك منهم، فإذا مشى على الماء وتعجب الناس منه فجاء آخر قبل أن يتفرقوا وقال أيضاً أنا أمشي على الماء فان التعجب منه يكون أقل من ذلك فمشى على الماء فان بعض الحاضرين ربما يتفرقون ويقل تعجبهم فإذا جاء ثالث وقال أنا أيضاً أمشي على الماء فربّما لا يقف للنظر اليه الّا قليل فإذا مشى على الماء سقط التعجب من ذلك فان جاء رابع وذكر انّه يمشي أيضاً على الماء فربما لا يبقى أحد ينظر اليه ولا يتعجب منه.