وقال أبو عباد: كان جلوس الرضا في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح، ولبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم» «٢».
وقال الحافظ ابن كثير: «علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي العلوي الملقّب بالرضا، كان المأمون قد همّ أن ينزل له عن الخلافة فأبى عليه ذلك، فجعله ولي العهد من بعده كما قدمنا ذلك.
توفي في صفر من هذه السنة- ٢٠٣- بطوس، وقد روى الحديث عن أبيه وغيره. وعنه جماعة منهم المأمون وأبو الصلت الهروي وأبو عثمان المازني النحوي، وقال سمعته يقول: اللَّه أعدل من أن يكلف العباد ما لا يطيقون، وهم أعجز من أن يفعلوا ما يريدون. ومن شعره:
كلنا يأمل مداً في الأجل | والمنايا هن آفات الأمل | |
لا تغرنك أباطيل المنى | والزم القصد ودع عنك العلل | |
انما الدنيا كظل زائل | حل فيه راكب ثم ارتحل «٣» |
وقال الحاكم أبو عبد اللَّه محمّد بن عبد اللَّه البيّع: «علي بن موسى أبو الحسن ورد نيسابور سنة مأتين، وكان يفتي في مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو ابن نيّف وعشرين سنة. روى عنه من أئمة الحديث: المعلى بن منصور الرازي