جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بانجيلهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم، وقوله: واللَّه ما من آية نزلت في برّ أو سهل أو جبل في ليل أو نهار الّا وأنا أعلم فيمن نزلت، وفي أيّ شي ء نزلت» «١».
وروى باسناده عن الأصبغ بن نباتة، قال: «لما قدم علي عليه السّلام الكوفة صلّى بالناس أربعين صباحاً يقرأ: سبّح اسم ربك الأعلى، فعابه بعض، فقال: اني لأعرف ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وما حرف نزل إلا وأنا أعرف فيمن أنزل وفي أي يوم وأي موضع أنزل، أما تقرأون «إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى» «٢» واللَّه هي عندي ورثتها من حبيبي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ومن إبراهيم وموسى، واللَّه أنا الذي أنزل اللَّه فيّ «وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ» فإنّا كنا عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فيخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم. فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفاً» «٣».
روى ابن عساكر باسناده عن صالح بن ميثم، قال: «سمعت بريدة الاسلمي يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لعلي: ان اللَّه أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وان اعلمك وتعي، وقال الواسطي: وأن تعي وحق على اللَّه ان تعي، فنزلت- وقال الواسطي، قال: ونزلت- «وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ» «4».
وقال العلامة الحلي: فهذه الفضيلة لم تحصل لغيره فيكون هو الإمام «5».