وقال شرف الدين: «انما» وهي محققة لما اثبت بعدها نافية لما لم يثبت بعدها وقوله يريد قال أبو علي الطبرسي قدس اللَّه روحه: هل هي الارادة المحضة او الارادة التي يتبعها التطهير واذهاب الرجس؟ فلا يجوز الوجه الأول لأن اللَّه قد أراد من كل مكلف هذه الارادة المطلقة فلا اختصاص لها بأهل البيت عليهم السّلام دون سائر الخلق، ولان هذا القول يقتضي المدح والتعظيم لهم بغير شك ولا مدح في الارادة المجردة. فثبت الوجه الثاني، وفي ثبوته ثبوت العصمة لهم لاختصاص الآية لهم لبطلان عصمة غيرهم، وقد جاء في اختصاص الآية روايات لا تحصى كثرة، والرجس عمل الشيطان، والتطهير العصمة منه، وأهل البيت:
محمّد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم السّلام «١».
أقول: روى البحراني في تفسير هذه الآية من طريق العامة واحداً وأربعين حديثاً ومن الخاصة أربعة وثلاثين حديثاً «٢».
«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً» «٣».
روى اسماعيل القاضي باسناده عن كعب بن عجرة قال: «لما نزلت هذه الآية «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً» قلنا: يا رسول اللَّه، قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت وصليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك