«إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولًا» «١».
من كلام لعلي بن أبي طالب عليه السّلام كان يوصي به اصحابه: «... ثم أداء الأمانة. فقد خاب من ليس من أهلها، إنها عرضت على السماوات المبنيّة، والأرضين المدحوة، والجبال ذات الطول المنصوبة، فلا أطول ولا اعرض ولا اعلى ولا اعظم منها، ولو امتنع شي ء بطول او عرض أو قوة أو عز لامتنعن ولكن اشفقن من العقوبة، وعقلن ما جهل من هو أضعف منهن وهو الانسان «إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولًا» ان اللَّه- سبحانه وتعالى- لا يخفى عليه ما العباد مقترفون في ليلهم ونهارهم لطف به خبراً، وأحاط به علماً، أعضاؤكم شهوده، وجوارحكم جنوده، وضمائركم عيونه، وخلواتكم عيانه» «2».
روى البحراني عن الخوارزمي باسناده عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ان اللَّه تعالى لما خلق السماوات والأرض دعاهن فأجبنه فعرض عليهم نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلتاهما، ثم خلق الخلق وفوض الينا أمر الدين، فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقي بنا نحن المحللون لحلاله والمحرمون لحرامه» «3».