روى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن أبي جعفر رضي اللَّه تعالى عنه، قال: «رجالٌ صدقوا: حمزة وعلي وجعفر، فمنهم من قضى نحبه: اي عهده وهو حمزة وجعفر، ومنهم من ينتظر قال: علي بن أبي طالب» «١».
قال ابن حجر: «وسئل علي وهو على المنبر بالكوفة عن قوله تعالى:
«رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا» فقال: اللّهم غفراً هذه الآية نزلت في وفي عمّي حمزة، وفي ابن عمّي عبيدة ابن الحارث بن عبد المطلب، فامّا عبيدة فقضى نحبه شهيداً يوم بدر، وحمزة قضى نحبه شهيداً يوم أحد، واما أنا فانتظر أشقاها يخضب هذه من هذه، واشار بيده إلى لحيته ورأسه، عهد عهده اليّ حبيبي أبو القاسم صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «٢».
قال الحافظ الكنجي: «قيل: نزل قوله «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ» في حمزة واصحابه، كانوا عاهدوا ان لا يولّوا الادبار فجاهدوا مقبلين حتى قتلوا، «وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ» علي بن أبي طالب مضى على الجهاد، ولم يبدّل ولم يغير» «٣».
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي اسحاق عن علي قال: فينا نزلت:
«رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ» الآية: «فانا واللَّه المنتظر وما بدلت تبديلًا» «٤».
وروى باسناده عن عبداللَّه بن عباس في قوله تعالى: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ» يعني علياً وحمزة وجعفر «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ» يعني حمزة وجعفر «وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ» يعني علياً عليه السّلام كان ينتظر اجله والوفاء للَّه بالعهد والشهادة في سبيل اللَّه، فواللَّه لقد رزق الشهادة «٥».
«وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ