وروى باسناده عن حذيفة، قال: «لما كان يوم الخندق عبر عمرو بن عبد ود حتى جاء فوقع على عسكر النبي فنادى: البراز، فقال رسول اللَّه: ايكم يقوم الى عمرو؟ فلم يقم أحد الّا علي بن أبي طالب فانه قام فقال له النبي: اجلس، ثم قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ايكم يقوم إلى عمرو؟ فلم يقم احد، فقام إليه علي فقال: أنا له فقال النبي اجلس، ثم قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لأصحابه ايكم يقوم إلى عمرو فلم يقم أحد، فقام علي، فقال أنا له، فدعاه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: انه عمرو بن عبد ود، قال: وأنا علي بن أبي طالب فألبسه درعه ذات الفضول واعطاه سيفه ذا الفقار وعممه بعمامته السحاب على رأسه تسعة اكوار، ثم قال له: تقدم فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما ولى:
اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه، فجاء حتى وقف على عمرو، فقال: من أنت، فقال عمرو ما ظننت اني اقف موقفاً اجهل فيه، أنا عمرو بن عبد ود، فمن أنت قال: أنا علي بن أبي طالب فقال: الغلام الذي كنت اراك في حجر أبي طالب؟ قال: نعم، قال: ان اباك كان لي صديقاً وأنا اكره ان اقتلك فقال له علي: لكني لا اكره ان اقتلك، بلغني انك تعلقت باستار الكعبة وعاهدت اللَّه عزّوجل ان لا يخيّرك رجل بين ثلاث خلال الّا اخترت منها خلة؟ قال: صدقوا قال: اما ان ترجع من حيث جئت، قال: لا تحدث بها قريش قال: أو تدخل في ديننا فيكون لك ما لنا وعليك ما علينا، قال ولا هذه فقال له علي: فانت فارس وأنا راجل فنزل عن فرسه، وقال: ما لقيت من أحد ما لقيت من هذا الغلام، ثم ضرب وجه فرسه فأدبرت، ثم أقبل إلى علي وكان رجلًا طويلًا- يداوي دبر البعيرة وهو قائم- وكان علي في تراب دق ولا يثبت قدماه عليه فجعل علي ينكص إلى ورائه يطلب جلداً من الأرض يثبت قدميه