وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن السدي في قوله:«وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً» قال: «نزلت في النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعلي، زوّج فاطمة علياً وهو ابن عمه وزوج ابنته، كان نسباً وكان صهراً» «١».
وروى باسناده عن أبي قتيبة التيمي قال: «سمعت ابن سيرين يقول:
«فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً» قال: هو علي بن أبي طالب» «٢».
قال شرف الدين: ان اللَّه سبحانه خلق من الماء الذي هو النطفة بشراً وهو الانسان وقوله فجعله نسباً وصهراً فالنسب ما يرجع إليه من ولادة قريبة والصهر خلط يشبه القرابة وقيل النسب الذي لا يحل نكاحه والصهر الذي يحل نكاحه كبنات العم والعمة والخال والخالة والمعني بذلك أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه هذه فضيلة عظيمة، ومنقبة جسيمة تفرد بها دون غيره حيث ابان اللَّه سبحانه فضله فيها بقوله وهو الذي خلق- تفرد بخلقه وافرده عن خلقه، وجعله نسباً لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله اخاً وابن عم وصهراً زوج ابنته «٣».
أقول: روى البحراني: في (غاية المرام) حول هذه الآية من العامة أربعة احاديث، ومن الخاصة كذلك.
«وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً» «٤».
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابان بن تغلب قال: «سألت جعفر بن محمّد عن قول اللَّه تعالى: «وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ