قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٢ - الصفحة ٣٥٩
اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ» «١».
روى ابن المغازلي عن علي بن جعفر قال: «سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قول اللَّه عزّوجل: «كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» قال: «كَمِشْكَاةٍ» فاطمة و «الْمِصْبَاحُ» الحسن والحسين «الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» قال: كانت فاطمة كوكباً درياً من نساء العالمين «يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ» الشجرة المباركة إبراهيم «لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ»: لا يهودية ولا نصرانية «يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِي ءُ» قال: يكاد العلم ان ينطق منها «وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ» قال: فيها امام بعد امام «يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء» قال: يهدي اللَّه عزّوجل لولايتنا من يشاء» «٢».
اقول: روى البحراني في غاية المرام حول هذه الآية من طريق العامة حديثين، ومن الخاصة خمسة احاديث.
«فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ» «3».

(١) سورة النور: ٣٥.
(٢) مناقب علي بن أبي طالب ص ٣١٧ رقم/ ٣٦١، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص ١٢٣ مخطوط.
قال العلامة السيد علي البهبهاني: فقد ظهر من الآية الشريفة: أنّ اللَّه تعالى لم يهمل عباده، ولم يترك أرضه بغير قيّم، ولم يفوض أمر الولاية والامامة الى اختيار الناس. بل جعل في أرضه أنواراً. نوراً في أثر نور، مطهرين معصومين، هادين مهديين، لم يكن فيهم ظلمة وكدورة، فان التعبير عنهم عليهم السلام بنوره وتوصيفهم بما وصفه تصريح بعصمتهم وطهارتهم، اذ لو لم يكونوا معصومين مطهّرين، لتطرق اليهم ظلمة المعصية وكدورة الجهل والسهو والنسيان، ولم يكونوا خالصين في النورانية، مع أنه تعالى شأنه وصفهم بكمال النورانية، ولا ينطبق ذلك الّا على مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام والائمة المعصومين من ذريته سلام اللَّه عليهم أجمعين، اذ لم يدع أحد من الأمة ادعاء النص والعصمة في شأن الخلفاء الثلاثة وغيرهم.
(٣) سورة النور: ٣٦- 37.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست