من بينهما، فكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يصلي وعلي وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة يأتمون به، فلما اتى لذلك ثلاث سنين أنزل اللَّه عليه «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» والمستهزؤون برسول اللَّه خمسة: الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد المطلب والأسود بن عبد يغوث والحرث بن طلاطلة الخزاعي.
أما الوليد فكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا عليه لما كان يبلغه من اذائه واستهزائه، فقال: اللهم اعم بصره واثكله بولده، فعمي بصره وقتل ولده ببدر، وكذلك دعا على الأسود بن يغوث والحارث بن طلاطلة ...
ومرّ ربيعة بن الأسود برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأشار جبرئيل إلى بصره فعمي ومات.
ومرّ به الأسود بن عبد يغوث فأشار جبرئيل إلى بطنه فلم يزل يستسقي حتى انشق بطنه.
ومرّ العاص بن وائل فاشار جبرئيل إلى رجليه فدخل عود في اخمص قدمه، وخرج من ظاهره ومات.
ومرّ به الحرث بن طلاطلة فاشار جبرئيل إلى وجهه، فخرج إلى جبال تهامة فاصابته من السماء ديم استسقى حتى انشق بطنه وهو قول اللَّه: «إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» «1».