نزعك بكلمة فوليت هاربة قالت: ان علياً واللَّه أخبرني بالحق وشي ء اكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي، فرجع عمرو إلى أميرالمؤمنين فأخبره بما قالت وقال: يا أميرالمؤمنين ما نعرفك بالكهانة فقال: ويلك انها ليست بكهانة مني ولكن اللَّه انزل قرآناً:«إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ»، فكان رسول اللَّه هو المتوسم وأنا من بعده والأئمة من ذريتي بعدي هم المتوسمون، فلما تأملتها عرفت ما هي بسيماها» «1».
وروى العياشي باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام بينما أميرالمؤمنين عليه السّلام جالس في مسجد الكوفة قد احتبى بسيفه والقى برنسه وراء ظهره إذا أتته امرأة مستعدية على زوجها، فقضى للزوج على المرأة فغضبت فقالت: لا واللَّه ما هو كما قضيت، لا واللَّه ما تقضي بالسوية، ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند اللَّه بالمرضية، قال: فنظر اليها أميرالمؤمنين فتأملها. ثم قال لها: اكذبت يا جرية يا بذية يا سلسع يا سلفع- أي التي تحيض من حيث لا تحيض النساء- قال: فولت هاربة وهي تولول وتقول: يا ويلي يا ويلي يا ويلي ثلاثاً، قال: فلحقها عمرو بن حريث فقال لها: يا امة اللَّه اسألك! فقالت: ما للرجال وللنساء في الطرقات؟ فقال: انك استقبلت أميرالمؤمنين علياً بكلام سررتني به، ثم قرعك أميرالمؤمنين بكلمة فوليت مولولة؟ فقالت ان ابن أبي طالب واللَّه استقبلني فأخبرني بما هو في وبما كتمته من بعلي منذ ولي عصمتي، لا واللَّه ما رأيت طمثاً قط من حيث ترينه النساء، قال: فرجع عمرو بن حريث إلى أميرالمؤمنين؟ فقال له: واللَّه يا أميرالمؤمنين ما نعرفك بالكهانة؟ فقال له: وما ذلك يا ابن حريث؟ فقال له: يا أمير المؤمنين ان هذه المرأة ذكرت انك أخبرتها بما هو