قال:«وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» «1».
قال: ويحك كنت أول داخل على النبي وآخر خارج من عنده، وكنت إذا سألت اعطيت وإذا سكتّ ابتديت، وكنت أدخل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في كل يوم دخلة وفي كل ليلة دخلة. وربما كان ذلك في بيتي يأتيني رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك في منزلي، فإذا دخلت عليه في بعض منازله أخلا بي واقام نساءه فلم يبق عنده غيري، وإذا أتاني لم يقم فاطمة ولا احداً من ولدي، فإذا سألته اجابني وإذا سكت عنه ونفدت مسائلي ابتدأني، فما نزلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم آية من القرآن الا اقرأنيها وأملاها عليّ وكتبتها بخطّي فدعا اللَّه ان يفهمني ويعطيني، فما نزلت آية من كتاب اللَّه الّا حفظتها وعلمني تأويلها.
وما تركت شيئاً من حلال ولا حرام الا وقد حفظته وعلمني تأويله، لم أنس منه حرفاً واحداً منذ وضع يده صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على صدري فدعا اللَّه ان يملأ قلبي فهماً وعلماً وحكماً ونوراً» «2».
روى البدخشي باسناده عن ابن مسعود قال: «ان القرآن أنزل على سبعة احرف ما من حرف الّا وله ظهر وبطن. وان علي بن أبي طالب عليه السّلام عنده منه الظاهر والباطن» «3».