الناس بأئمّتهم، الذين لم تنجّسهم الجاهليّة بأنجاسها ولم تلبسهم من مدلهمّات ثيابها، فكانوا- بحق- الدعاة إلى اللَّه والأدلّاء على مرضاة اللَّه، والمستقرين في أمر اللَّه والتامّين في محبّة اللَّه والمخلصين في توحيد اللَّه.
لقد كان السيّد الوالد صعب الاختيار في كتاباته، وهذا هو السبب في عدم نشر آثاره العلميّة في حياته ... ومن تلك الآثار (الأربعون في الفضائل) حيث لم يحدّث حتى أبناءه بتأليفه هذا الكتاب، واذ فقدناه أباً عطوفاً وعالماً جليلًا وقائداً فذّاً، رحت افتّش بين الكراريس والأوراق عن آثاره، فعثرت على كتاب (الفضائل) الّذي ألّفه في شبابه. وكثيراً ما كنت أسمع من سماحته انّه استفاد كثيراً من مكتبة المرحوم آية اللَّه السيّد حسن الصدر، ومكتبة خاله المغفور له آية اللَّه الشيخ عبد اللَّه المامقاني، ومكتبة الحسينيّة الشوشتريّة ... كما كان يحدّثني عن لقاءات علمية خارج نطاق الفقه والأصول بينه وبين بعض الشخصيات المعروفة، من أمثال الشيخ محمّد السماوي، والشيخ جعفر النقدي، والشيخ محمّد علي الأردوبادي.
لقد اعتمد فقيدنا السعيد قدر الإمكان على المصادر الأصلية لتأليف الكتاب، ومتى لم يكتب له العثور على بعض تلك المصادر، فقد استند الى (غاية المرام) للعلامة البحراني و (كشف الحق ونهج الصّدق) و (الالفين) للعلّامة الحلّي وكتاب (اليقين) للسيّد ابن طاووس، و (احقاق الحقّ) للعلّامة التستري وغيرهم.
ثمّ وجدنا بعض الفصول لا يحوي إلّاحديثاً واحداً، ممّا يبدو أنه كان ينوي تتميمه، أو أنه قد عنون للباب وكان بصدد جمع الاحاديث فيه، فعملنا جهدنا في مراجعة المصادر بعينها، وتسنّى لنا- بحمد اللَّه- العثور على القسط الاوفر منها