خاتمهم الإمام المهدي المنتظر عجل اللَّه تعالى فرجه وجعلنا من أنصاره وأعوانه.
وبعد، فكل مسافر في الدنيا يعدّ لنفسه زاداً يبلغه المقصود، فكيف بسفر الآخرة الذي ينبغي أن يهتم بشأنه، حيث قال أميرالمؤمنين ومولى الموحدين علي عليه السّلام: «آه من قلة الزاد وبعد السفر».
واني لعلى يقين من أنه لا عمل ينجيني من أهوال الآخرة، لذا، فقد اعتصمت بأذيال أهل البيت سلام اللَّه عليهم اجمعين، وجمعت هذه الفضائل- الا ما شذ وندر- من كتب علماء العامة، لأثبت أن من رضي بهم الشيعة الإمامية أئمةً وقادةً هم المرضيون عند الجميع بنص القرآن والاحاديث المتواترة .. وأن على غيرهم أن يثبتوا دعواهم وانّى لهم ذلك!.
وحتى خطبة الكتاب اخترتها من بين خطب الإمام المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه، على رواية ابن عبدربه، لتتم الحجة على المنصف، ويعلم ان الأئمة الأثني عشر هم الهداة المهديون، وخلفاء خاتم النبيين محمّد بن عبداللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
إن الحديث عن فضائل أميرالمؤمنين ومولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السّلام أوفى من أن يحصر في كتاب واحد، لكن ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه.
فقد روى أبو عبداللَّه محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي باسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ان اللَّه تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر اللَّه ما تقدم من ذنبه، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر له الذنوب التي اكتسبها