وقال الحضرمي: «ولد يوم الجمعة ثالث عشر رجب الفرد الحرام سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، وقيل بخمس وعشرين، وكانت ولادته بالكعبة المشرفة، وهو أول من ولد بها بل لم يعلم أن غيره ولد بها» «١».
وقال البدخشي: «وكان ولادة أميرالمؤمنين- كرّم اللَّه وجهه- يوم الجمعة، الثالث عشر من رجب، بعد عام الفيل بثلاثين سنة، بمكّة في البيت الحرام، وسمّته امه حيدرة، وسمّاه النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عليّاً فرضي أبواه بذلك، ولم يولد في البيت الحرام أحد سواه قبله ولا بعده، وهي فضيله خصّه اللَّه بها «٢».
قال العلامة الشيخ محمّد علي الغروي الاردوبادي: «إن المنقب في التاريخ والحديث جد عليم، بأن هذه الفضيلة من الحقائق التي تطابق على إثباتها الرواة وتطامنت النفوس- على اختلاف نزعاتها- على الإخبات بها، حيث لا يجد الباحث قط غميزة في إسنادها، ولا طعناً في أصلها، ولا منتدحاً للكلام على اعتبارها، وتظافر النقل لها، وتواتر الأسانيد إليها، وإن وجد حولها صخباً من شذاذ من الناس وطئه بأخمص حجاه وأهواه إلى هوّة البطلان السحيقة ... قال شهاب الدين أبو الثناء السيد محمود الآلوسي المفسر، في شرح عينية عبد الباقي افندي العمري عند قول الناظم:
أنت العليّ الذي فوق العلى رفعا | ببطن مكّة عند البيت إذ وضعا |
وفي كون الأمير كرم اللَّه وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة ... إلى قوله: ولم يشتهر وضع غيره كرم اللَّه وجهه كما