فجاء، فقال: يا علي أنت أخي وأنا أخوك فإن ناكرك أحد فقل: أنا عبداللَّه وأخو رسول اللَّه، لا يدعيها بعدك الّا كذاب» «١».
وباسناده عن عبداللَّه بن أبي أوفي قال: «دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في مسجده فقال لي: أين فلان؟ وأين فلان؟ فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث اليهم، حتى توافوا عنده، فحمد اللَّه وأثنى عليه وآخى بينهم، فقال له علي بن أبي طالب: لقد ذهبت روحي يا رسول اللَّه، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت، غيري، فان كان هذا من اللَّه فلك العتبى والكرامة فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: والذي بعثني بالحق ما أخرتك الّا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنت اخي ووارثي، فقال: يا رسول اللَّه، وما ارث منك؟ قال: ما ورث الأنبياء قبلي، قال: وما ورثوا؟ قال: كتاب اللَّه وسنن أنبيائه، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي والحسن والحسين ابني وأنت رفيقي، ثم تلا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ»» «2».
قال أبو جعفر الإسكافي: «حديث المؤاخاة وما فيه من الدلالة الواضحة، اذ ميزهم على قدر منازلهم، ثم آخى بينهم على حسب مفاضلتهم، فلم يكن أحد أقرب من فضل أبي بكر من عمر، فلذلك آخى بينهما على حسب مفاضلتهم، وأشبه طلحة الزبير وقربت منازلهما، لذلك فآخي بينهما، وكذلك فعل بعبد الرحمن ابن عوف آخى بينه وبين عثمان، ثم قال لعلي: انما أخرتك لنفسي، أنت أخي وصاحبي، فلم يكن فيهم أحد أشبه بالنبي عليه السّلام من علي ولا اولى بمواخاة