ونثرت على رأسه الدنانير حتى أغمره ما احبني ابداً، يا أبا الطفيل، إن اللَّه اخذ ميثاق المؤمنين بحبي، واخذ ميثاق المنافقين ببغضي، فلا يبغضني مؤمن أبداً، ولا يحبني منافق أبداً» «١».
وبإسناده عن اسحاق بن أبي اسرائيل، انبأنا حجاج بن محمّد عن ابن جريج عن مجاهد عن ابن عبّاس، قال: «بينا نحن بفناء الكعبة ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يحدّثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شي ء عظيم، كأعظم ما يكون من الفيلة. قال: فتفل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقال: لعنت- أو قال: خزيت. شك اسحاق- قال: فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول اللَّه؟
قال: أو ما تعرفه يا علي؟ قال: اللَّه ورسوله اعلم، قال: هذا ابليس، فوثب إليه، فقبض على ناصيته وجذبه، فأزاله عن موضعه وقال: يا رسول اللَّه أقتله؟ قال: أو ما علمت انه أجّل إلى الوقت المعلوم؟ قال: فتركه من يده فوقف ناحية، ثم قال:
ما لي ولك يا ابن أبي طالب؟ واللَّه ما ابغضك احدٌ الّا وقد شاركت اباه فيه. امرأ ما قال اللَّه تعالى:«وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ» «2».
قال ابن عبّاس: ثم حدّثنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: لقد عرض لي في الصلاة فاخذت بحلقه، فخنقته، فاني لأجد برد لسانه على ظهر كفي، ولولا دعوة اخي سليمان لأريتكموه مربوطاً بالسارية تنظرون اليه» «3».
وبإسناده عن عبداللَّه، قال: قال علي بن أبي طالب: «رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه،