ممكن سيقع يفعله، وما علم منه أنه محال لا يقع لا يفعله، واختار آخرون (1) أن أفعاله (تعالى) تابعة للمصالح وإن كنا غير عالمين بها، فما كان منها ذا مصلحة في وقت تفوت لو لم يفعله في ذلك الوقت فعله في ذلك الوقت دون غيره (2).
قلت: معنى كونه (تعالى) فاعلا مختارا أنه ليس وراءه (تعالى) شئ يجبره على فعل أو ترك فيوجبه عليه، فإن الشئ المفروض إما معلول له وإما غير معلول، والثاني محال، لأنه واجب آخر أو فعل لواجب آخر وأدلة التوحيد تبطله، والأول أيضا محال، لاستلزامه تأثير المعلول بوجوده القائم بالعلة المتأخر عنها في وجود علته التي يستفيض عنها الوجود. فكون الواجب (تعالى) مختارا في فعله لا ينافي إيجابه الفعل الصادر عن نفسه ولا إيجابه الفعل ينافي كونه مختارا فيه.
وأما حدوث العالم - بمعنى ما سوى الواجب - حدوثا زمانيا، فمعنى حدوث العالم حدوثا زمانيا كونه مسبوقا بقطعة من الزمان خالية من العالم ليس معه إلا الواجب (تعالى) ولا خبر عن العالم بعد، والحال أن طبيعة الزمان طبيعة كمية