غير المشترك. وأيضا الماهية لا تأبى في ذاتها أن يحمل عليها الوجود وأن يسلب عنها، ولو كانت عين الوجود لم يجز أن تسلب عن نفسها لاستحالة سلب الشئ عن نفسه، فما نجده في الأشياء من حيثية الماهية غير ما نجده فيها من حيثية الوجود.
وإذ ليس لكل واحد من هذه الأشياء إلا واقعية واحدة، كانت إحدى هاتين الحيثيتين - أعني الماهية والوجود - بحذاء ما له من الواقعية والحقيقة، وهو المراد بالأصالة، والحيثية الأخرى اعتبارية منتزعة من الحيثية الأصيلة، تنسب إليها الواقعية بالعرض.
وإذ كان كل شئ أنما ينال الواقعية إذا حمل عليه الوجود واتصف به فالوجود هو الذي يحاذي واقعية الأشياء. وأما الماهية فإذ كانت مع الاتصاف بالوجود ذات واقعية ومع سلبه باطلة الذات فهي في ذاتها غير أصيلة، وإنما تتأصل بعرض الوجود.
فقد تحصل: أن الوجود أصيل والماهية اعتبارية، كما قال به المشاؤون (1)، أي أن الوجود موجود بذاته والماهية موجودة به.
وبذلك يندفع ما أورد (2) على أصالة الوجود من أن الوجود لو كان حاصلا في الأعيان كان موجودا لأن الحصول هو الوجود، فللوجود وجود، وننقل الكلام إليه وهلم جرا، فيتسلسل.
وجه الاندفاع (3): أن الوجود موجود لكن بذاته لا بوجود زائد - أي إن