الخروج لا عدوا له عده ولكن كره الله انبعاثهم وثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ويشبه ان يكون أكثر هؤلاء المجادلين خصماء الروحانيين وأعداء الملائكة المقربين ضميرا وقلبا وان لم يصرحوا بما أضمروه لسانا ونطقا كاليهود كما في قوله تعالى قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله فلا جرم حاول أهل الحق اثبات هذا المطلب بالحجة القاطعة ودفع الشبه عنه صونا لعقائد الطالبين للحق عن شكوك المضلين المعطلين.
فقالوا كما سلف ذكره في السفر الأول في ضوابط العلة والمعلول انه لو صدر عن الواحد من حيث هو واحد " ا " وب مثلا " وا " ليس " ب " فقد صدر عنه من الجهة الواحدة ب وما ليس ب وذلك يتضمن اجتماع النقيضين وقد مر ذكر بعض الشكوك على هذا البرهان مع أجوبيتها هناك وقد أوردنا أيضا هناك اعتراض امام الباحثين المعترضين على الحكمة متمنطقا على رئيس صناعه الميزان مع الإشارة إلى موضع الاشتباه ومعرض الخلل والخبط.
وهنا نقول بعد تمهيد هذه الأصول ان من الواضح المنكشف بما سبق ان صدور ما ليس ب بعينه في قوه عدم صدور ب من حيثية صدور ما ليس ب والا لكان ما ليس ب هو بعينه ب وان لم يكن هو في قوه عدم صدور ب (1) بحسب أصل الواقع واصل