ومعانيه، ففاض ديوانه بمختلف أغراض الشعر المعروفة إلا أقلها. وكنا نتمنى أن يسلسل الشاعر تأريخ نظم قصائده، وأماكن استيحائها، ليعين الباحث على التعرف على تطور تجربته الشعرية.
ويبدو الشعر الوجداني في الديوان أقرب ما يكون إلى الشعر الغزلي العذري، الذي يمتزج فيه الخيال بالعاطفة وهو يعرض في حبكة شعرية وسرد قصصي بديع.
ويتميز هذا الشعر بأنه بعيد عن أدب المجون، أو ما يخدش هيبة المجتمع، وقيمه وتقاليده السائدة. ورغم هذا فيخشى أن يساء فهم بعض المقاطع من بعض القراء بسبب عدم معرفتهم بشخصية الشاعر أو ظروفه أو محيطه.
أما الشعر الإخواني ففيه الكثير من الدعابة والظرف إلى جانب أغراضه الإنسانية المعروفة. وتحوي قصيدة " إذا ما كبا المهر "، - وهي نموذج لأدب المداعبات - ألفاظا ووصفات طبية ودوائية وغذائية يتعذر على غير المختصين إدراك معانيها.
أما قصيدة " ملحته في مأدبة " فتمثل مناظرة شعرية لطيفة، ونقاشا ممتعا بين صنوف الطعام وآكليه، فهي الأخرى تتضمن مفاهيم ومصطلحات تستلزم الشرح والتوضيح.
ولعل ما يميز هذا الديوان هو أنه يقدم لنا نمطا فريدا من النشاطات والفعاليات الاجتماعية تعكس تقاليد يكاد يلفها النسيان، وقد جاء تسجيلها شحذا للذاكرة الإنسانية، واستجابة لمقولة متداولة لكي لا ننسى.
اوتاوا الدكتور محمد حسن زلزلة