تعود معرفتي بالفقيد الراحل - الخل الخليلي - إلى نصف قرن من الزمن، فقد كنا زميلين على مقاعد الدراسة المسائية في كلية الحقوق العراقية، حيث كانت القاعات تكتظ بالمئات من المنتسبين إليها، ومعظمهم ممن يتبوأ آنذاك مراكز وظيفية في دوائر الدولة صباحا، وممن يرغب في استكمال معارفهم مساء.
وفرضت ظروف العمل الوظيفي والوقت القصير الذي يفصل بين المحاضرات، أن تضيق فرص التعرف الوثيق مع بعضنا البعض، اللهم إلا في نطاق شلل محدودة العدد، يجمعها الوشحاء البلدي، أو الميل السياسي، أو التقارب العمري، أو الهوايات الشخصية المتقاربة الانتماء.
ولم أكن أعرف آنذاك الكثير عن فقيدنا الغالي، وإن كنت على صلة بالعديد من أفراد أسرته الكريمة، وبينهم نوابغ ورواد أدب وقصص وفلسفة.
ومنذ التخرج افترقت بنا السبل، فقد تم اختياري لبعثة رسمية في الخارج، ثم تلاقفني العمل الوظيفي والنشاط السياسي والدبلوماسي بعد عودتي، ولم أكن متتبعا لمسيرة عمل الخليلي، اللهم إلا ما سمعت عن شده