وتعسا لها دنيا تذل بقفرها * حريم أبي الضيم هائمة حيرى إذا ذكرت عادت إلى النفس وجدها * وآلامها والعين فاضت بها عبرا وإن كمدت في القلب أضنته حسرة * تثير لظى يذكي بيارقه الصدرا قطعتم لنا شوطا بكل فضيلة * فكانت لمن يرجو الخلود له ذكرى إباء واخلاص وتقوى وحكمة * وعلم وحلم فاق في رجعه البحرا إباء أقام الحق بعد ذبوله * ورد على الشيطان ما كاده قسرا وكنتم بدورا في الدياجي مشعة * فأبصر من ضلت مطيبة القفرا وغيثا بعيد النفس بعد مواتها * لتحيي حياة تدرك العز والنصرا فويل لمن ناءاكم وجفاكم * وبشرى لمن يلقى محبتكم بشرى * * * في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء كيومك ما حلت عليه النوائب * ولا كان عزم مثل عزمك ثاقب ولا أهل بيت مثل أهلك نصح * ولا كان أوفى من صحابك صاحب ولا شهدت عين الزمان فجائعا * أمر وأدهى ما دهتك مصائب ولا سبيت يوما سبايا كريمة * كمثل سبايا كربلاء نجائب ولا سفكت فيها دماء زكية * كما سفكت في الطف منها أطايب ولا بلغت يوما أراذل أمة * بأمجادها قسرا كما شاء غاصب ولا روعت أسرى ثكالا ويتم * كما راعها في الغاضرية سالب يثير عليك الخائنون جحافلا * كأنك فيما بدعوه تعاقب فيا ويلها من عصبة بئسما جنت * بدنيا وما أمست عليها العواقب فديتك ما أسماك في الكون رابحا * وأخسر من ناءاك حين يحاسب
(١٥٦)