قصيدة حماسية حنان للوطن وطني يا غري يا منبت العز ومهد الفخار والأمجاد في جوار الوصي بل نفس طه بأبي باب علم ذلك الهادي كم تلقيت في رحابك سعدا وعناء في كبوتي وسدادي ورجاء وخيبة وهناء وشقاء في نشأتي وقيادي بلد كان منبتي ومقري وهو مهد الآباء والأجداد فيه ألفيت للطفولة عهدا والصبا والشباب كالميلاد وبه صفوة الأخلاء والأهل وذكريات من لوعتي وودادي خاطرات إن عدتهن تداعت ماضيات تعج بالأضداد فتراني طورا أجوب جنانا وبأخرى أنوء بالأنداد ما دهتني منها وفيها الدواهي فهي أمي ومهبطي ومرادي فجدير بأن أهيم إليها وأعيها بيقضتي ورقادي زارع الشوك هل سيحصد غير الشوك والورد زارع الأوراد أفترجو إذ تنبت الحنظل التمر وبالنار كوثر العباد كيف ذو العقل والضمير تجافى وتنائى في الحس والإرشاد أفبالكره نستحيل قلوبا كيف ترجو الولاء بالأحقاد فأنبت الحب بالقلوب لتحض بثمار الهناء والأسعاد لا ترى عيني من يحبك قبحا فيك والحسن لا يراه معادي فاحذر الظلم فالحياة ستطوى وستبقى آثامها للبادي * * *
(١٢٧)