أتحسبني أنا طفلا غرر * أتحسبني آلة للسمر فأحسست إذ ذك أني مضام * وحفزني الغيظ للانتقام وهاجت عواطف لا تكبت * أمكر كهذا له أصمت فلاح بوجهي عبوس الغضب * وصدري تسعر فيه لهب أوصلا وبالوصل استحقر * فسحقا لمن في الهوى يمكر فما أطيب النار لي باحترام * وويلي لفرد قسا لو أضام وصرت أهيج ودام الأسى * لإخمادها لم أجد ملمسا تذكرت في ذاك مكر النساء * وكم قد أطاحت به أنفسا عودة سلمى وعادت وفي حضنها سامر * لتلقى الذي غيظه ثائر فقالت بوجه علاه الوداد * ولفظ رزين يبين السداد وقد صدني ثغرها الباسم * ولطف تغمدني دائم وفي وجهها بشرة تألق * وأنفاسها بالشذى تعبق تبدت وفي لفظها تبدع * فجادت وكلي لها مسمع تقول: فديتك يا منيتي * أراك كئيبا على غيبتي يحدثها مغضبا فقلت كئيبا ورب العباد * لأمر دهاني وهد الفؤاد لأنك في حكمك الجائره * فيا حيف صفقتي الخاسره وهل تستطيعين إنكارها * وقد كشف السفر أسرارها
(٨٣)