بين مؤمن وكافر الكافر إما ملحد منكر لوجود خالق مبدع أزلي أبدي صمدي كامل كمالا مطلقا، أو مشرك بالله الأحد، ونسب له كفوا واحدا أو أكثر أو نقصا.
ويظهر أن نسبة الشرك ومنشأها البدائي هو إحساس المرء البدائي بالخوف أو الطمع، وهذا الخوف، إما من عوارض طبيعية من أعاصير أو زلزال أو برق أو رعد، أو حر أو برد، أو نيران محرقة، كما في البراكين، وسيول جارفة، أو الضواري المفترسة، والبهائم والحشرات الضارة، أو الظلام الموحش، وكل ما يثير فيه بحكم الغرائز ذلك الحس الخفي للحذر والرهبة.
ويقابل الخوف بالرجاء والتضرع لرفع ضرر، أو جلب نفع، أو إشباع غريزة، وذلك الخوف والطمع من أهم النوازع لدفع الإنسان البدائي للبدء بالعقائد النوعية عقيدة بما يضر وينفع لجلب خير ودفع شر.
وتختلف هذه من حيث المكان والزمان في البحر والبر، وفي الفيافي والصحارى أو الجبال، في غابات أو أراض قاحلة، أو ما يتوفر فيها من موارد الرزق، وما تضمه من تلك الموارد المخفية وينقصها. والشرك هذا أكثر ما يعم الحياة البشرية الأولى، وبالأخص الجاهلية.
أما الإلحاد، فيكثر بين الطبقات الأكثر تعليما، الخارجين على الأنظمة والقوانين الحاجزة الحادة من رغباتهم وشهواتهم، سيان منها الدينية وغير الدينية.