ملحمة في مأدبة وذات يوم جئت فيها من صنوف الحكم لدعوة قد جمعت فيها شتات الأمم وليمة دلت بما لربها من كرم ضمت صنوف القوم من أعرابها والعجم من حاسر مقبع معقل معمم ذو لحية وأمرد وذا غنى ومعدم من ناطق مفوه وساكت مبتسم الأبكم من إن تراه قلت: ما أعظمه من ملهم حتى إذا قال انسبى بالعي والتلعثم دل على أن السكوت رحمة للأبكم الحكيم وساكت جاد متى فاه بدر الكلم فالمرء ما أسماه أو أدناه بالتكلم شتان بين نظرة من جاهل وعالم فالماس ما أضيعه لجاهل في منجم يسكت عن حلم وعلم ناطقا كملهم
(١٧٦)