ووجدانه وروحه.
ورغم صفة التزمت والانغلاق التي تسود المجتمع النجفي المحافظ والتقليدي، فقد استطاع أن يخلق في عمقه حركة نابضة بالحياة، فقد استطاع أن يجذب إليه الوافدين من مختلف القوميات والثقافات والحضارات كوافدين يؤمون مدارسه العلمية والفقهية والدينية الشهيرة والعريقة، وذلك من مختلف البقاع الإسلامية. وبحكم أن اللغة العربية الفصحى كانت هي المرجع الرئيس لهذه الدراسات، فقد استطاعت أن تصهر الوافدين في بوتقتها، وتستمر في احتفاظها بنصاعتها ونقائها، وتحمل رسالة الإسلام والعروبة مع موفديها وخريجيها إلى بقاع الدنيا الواسعة حولها.
إن الشعر هو الهواء الذي يتنفسه المجتمع النجفي، وهو الدم الذي يجري في شرايينه ليجدد حيويته، ويغذي قلبه ورئتيه. وتعتبر المحافل والمنتديات واللقاءات - الدورية منها، والموسمية، والعارضة - هي الساحات التي يتنافس فيها الشعراء، سواء منهم البارزون، أو الناشئون، حيث تحتدم المساجلات الأدبية التي تتناول معظم جوانب الحياة وأغراضها بين المتبارين.
ولكننا نكاد نفتقد وجود الشاعر الخليلي الناشئ ضمن هذه الحلبات، ترى ما هو السر الذي يكمن وراء هذه الظاهرة؟ أهي تركيبته النفسية وطبيعته الشخصية؟ ربما، فنحن نعرف الخليلي شخصا خجولا بالغ الحياء، متواضعا، عزوفا عن الأضواء، يؤثر العزلة في صومعته، ولا يعرض بضاعته إلا للأقربين من خلصائه. ولعل آية ذلك أنه اكتفى بالانضمام إلى شلة أدبية تلتف حول الكاتب والروائي المعروف الأستاذ جعفر الخليلي صاحب الهاتف.
أم هل يكون السبب في ذلك التوجه وجود اهتمامات أخرى للفقيد هي آثر