في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم تقلد زمام أمور المسلمين لينشد فيك الشعر من هزه الشعر * وينثر فيك النثر من راعه النثر لما أدركا من هول واقعة بدت * ولا وصف فجر عاد فيه لك الأمر ولا عزمك الماضي وأي عزيمة * وفوز كهذا يستطاع له حصر انتصارك نصر المسلمين جميعهم * وخذلانهم فيما يعيقك لو فروا وما بلغوا من معجزاتك في الورى * انتصارا لعمري لا يحيط به فكر فضائل لا تحصى من العلم والتقى * وبأس وحلم ما رأى مثله الدهر عدوك ما أشقاه في كل لحظة * يكيد فيلقى قد أحاط به الوزر أينسى اندحارا يوم جاء بكرة * وشتان فرا أن يقاس به كر لقد فتشوا عنك المكان وقلبوا * زمانك عن ضعف فضاق بهم صبر فعادوا يكيلون افتراء وتهمة * وهيهات أنت البحر بل دونك البحر يقولون لولا فيه ميل دعابة * فداء لمن قد شط عن طبعه القمر وقالوا ضعيف في السياسة والدهى * فويلهم فالدين لم يرضه المكر وهل يرتضي الدين الحنيف سياسة * إذا كان من أهدافه القسط والبر وقالوا بما أوحت إليهم نفوسهم * وأوراهم غيظ وأغواهم كفر وقد فقدت فيها الضمائر والحجى * فجاؤوا بما لا يستطاع له عذر فديتك يا خير الأنام مضحيا * بنفسك دينا حينما مسه الضر أتيت بها وهاجة فتبدلت * بهن الليالي السود وانتشر البشر فكنت على الخصم اللدود صواعقا * وولت أباطيل الشياطين والسحر لتحيي بلاد كنت أنت أميرها * وتحيي بها آثارك الغرر الدر ليخلد قوم بايعوك وجاهدوا * إلى الله دون الحق كي يدرك النصر
(١٣٥)