المظالم الاجتماعية عن البشر. لقد تقصى أسباب شقاء الحياة، وشخصها بأنها نتيجة انصراف الناس عن المنابع الحقيقية للسعادة، ودفعه طموحه إلى التشبث بمتابعة خطوات من سبقه من مفكرين وحكماء وفلاسفة، وما ابتدعوه في كتاباتهم نظريا لتحقيق تلك الأمنيات، وجاءت الرسالات السماوية على لسان الرسل لتطرح الحلول والمعالجات العملية.
وبعد أن تقصى الباحث أصول الحياة الإنسانية والعقائد والأديان والمذاهب، انتهى إلى أن الإسلام - كدين وشريعة متكاملة - هو وحده الذي يمثل أعظم الرسالات الإسلامية، وأنه هو الأصلح من بينها جميعا ليكون الدستور المثالي لمثل هذه الحكومة المثلى، فما هو السبيل العملي لتجسيد هذه الفكرة؟
لقد وضع الخليلي مجموعة من الشروط والآليات التي تيسر تحقيق هذا الهدف وضمان بقائه، وهي شروط تكاد تكون مستحيلة عند التطبيق في ضوء الواقع العملي الراهن، في عالم بالغ التعقيد، متعدد القوميات والكيانات، والسلطات والآيديولوجيات، والأهواء والمصالح.
ولعل إدراكه لهذه المهمة المستحيلة، جعله يسترجع ما يستقر في عقيدة المؤمنين بالتبشير بمنقذ أو مصلح منتظر يأتي في آخر الزمن ليملأ الأرض عدلا، وتتم على يده إحياء الشريعة الإسلامية، وإقامة عالم يسوده السلام والعدالة والمساواة والحرية والرخاء لجميع البشر.
هكذا ينطفئ الحلم الدنيوي العابر الغامض والمثالي، وتتبرد آثاره، وينهار معه العالم الخاص الذي رسمه الخليلي لنفسه ولقرائه، بعد أن أثار الكثير من الأوهام والتمنيات والانتقادات والاتهامات الظالمة غير المبررة.
ويظل البحث عن الحقيقة ومعالجة أزمة الإنسان المعاصر وتناقضات