جوابي على رسالته سلام أرق من روحك تسعه نفسك الطاهرة، قلبي الخفوق، وفكرتي المضطربة، ونفسي الذائبة، وأعضائي المرتعشة جميعها لا تكاد تقر لسكينتها حتى تحمل عليها حملة عشواء عاصفة عائية من ذكريات الشوق المبرح فتدكني دكا، ولولا التجلد بالأمل، والتصبر على سعارة المستقبل لوقعت منها صعقا يا محمود.
فالسماء الصافية والنسيم العليل عند ابتسامة الصبح لدى الفجر، واحمرار الشفق عند الغروب إلا لتذكرني صفائك وجمالك.
أأعود ثانية إلى بغداد، وتقر عيني برؤيتك، أنجتمع سوية مرة أخرى أصحيح ان هذه الأيام والليالي القلائل ستنقضي بالله ما أطولها على عزيزي تسلمت كتابك وتلوت أسطره العذبة، وفكرت في التفكير فرأيت من الصعب أن أحلل الشئ بالشئ نفسه فإنني استملك ان ترشدني لغير التفكير لافتر لك به التفكير. وهذه أبيات المح بها على تلميحاتك في صورك الطريفة:
صاح هذى مكائد الدهر فينا * ولنا فيه عبرة أي عبرة كم أتى منه محيا جميلا * وبأخرى وجها تفاقم شره معبسا مرة وأخرى ضحوكا * هازلا أو أقام بالجد أمره يملأ القلب بهجة وسرورا * أو يزيد المحزون سقما وحسرة نحن أبناؤه سنصبح أن نحن * نهجنا سبيله بمسرة وسنلقى من الهوان إذا نحن * نبذنا رسومه غير مرة فتنسك ما دمت في ساحة الدير * وارتشفها في حانة الخمر خمرة