خواطر وأفكار في هذه الخماسيات البالغة 140 بيتا - 28 خماسية - يرى المطالع الكريم تنوعا في الأفكار والخوالج، متقاربة ومتباعدة، في شتى الشؤون النفسية والاجتماعية وتداعي الخواطر، وضعت ونظمت في أزمنة وحالات روحية مختلفة، وعلى أثر مؤثرات بلغت بصاحبها أن يمد يده لكل منها تارة: على سبيل يقين، وتارة: في غمرة من الشكوك، وأخرى: ممزوجة، موضحا أو ملمحا عن ذاته وغيره، عن الحياة الطبيعية والاجتماعية والنفسية، ومعترفا بجهله تارة، ومؤمنا في سيرته أخرى. منتقدا، وأخرى: معترفا، وفي ثالثة: لائما، وفي رابعة:
سائما، وخامسة: جازما. وتارة: واعظا أو متعظا، وسائلا مستفهما، أو مدرسا مبلغا. متخذا في سيرة أفكاره وتداعي خواطره مركبا يجول في هذه الأكوان المليئة بالعبر المتلاطمة، والسوانح المتزاحمة، بين متظافرة ومتنافرة، متقاربة ومتباعدة، مشعة أو معتمة، مرة ومؤلمة، وما لا يعد من مؤتلفة ومختلفة، بين حقائق واضحة، وأوهام جانحة.
فهو إذ يخاطب النحلة في الخماسية الأولى والثانية ويمثل ما تجنيه من الشهد، إنما هو لمى ثغر ترتشفه، أو در نهد تكتنفه، أو لثم خد تختطفه، ذاهبا بخياله