وهكذا قسمت شعري لأدوار حياتي، وما خالجني من خير وشر، وما أرجو أن أقدمه لبني جنسي من تصورات وخوالج، مما أحسبها درسا فرديا واجتماعيا، وواجبا إنسانيا أرى بيانه مقتضبا ومفصلا، وما يجب أن يحمله الفرد والمجتمع لبني نوعه من العواطف والحب والعفو والإحسان، عوض ما أشعر به اليوم في أواخر سني هذه الحياة، كم وكم قاسى البشر من بني نوعه من الظلم والإجحاف، والغصب والإتلاف، والتعدي والتجاوز!! تلك الأنانيات الفردية والجماعية، وذلك الغصب والتعدي الفردي والجماعي لإشباع نهمه، ناسيا قول الشاعر:
ملك كسرى تغني عنه كسرة * وعن البحر اكتفاء بالوشل وناسيا حقائق جاء بها الأنبياء والحكماء لإرشاد الكل إلى جادة الصواب والعدالة، وحتى متى ولا يفيق هذا الإنسان من غفلته، ويعود له صوابه، ويصغي إلى أقوال الأنبياء والحكماء، ويقتنع بما يجلب له ولغيره الحياة السعيدة ولمن يصنع مثيرات الرعب والتدمير: من أسلحة فتاكة توصل إليها إن قامت حرب لا ينجو منها كلا الخصمين، والدمار عام، ويرى بأم عينيه مصير الحياة، والموت أكبر العبر، والتقوى أبلغ الحكم، فأين العقل والضمير والوجدان ومقام هذه الأنانيات وهذا الإجحاف باسم " العدالة "؟!
وإلى متى تبقى نواة الموبقات في التربية المدرسية والمحيط باسم " الحرية " بين طلبة المدرسة من طلاب وطالبات ومعلمين في الأمور المادية والمعنوية، واستعمال المشروبات الكحولية، واستعمال المواد المخدرة والدخانيات والأشربة والأطعمة التي ثبت ضررها، وإباحة حمل الأسلحة وبيعها وشرائها تلك المواد المخربة؟! وإلى متى استباحة الاتصالات الجنسية وما ينشأ عنها من مواليد غير شرعيين، أخص ما بين طلاب المدارس؟! وأشد خطرا إباحة الأعمال الجنسية بين الإناث والذكور، بل بين الجنسين الذكرين والأنثيين دون رعاية أصول دينية أو اجتماعية خصوصا في هذا اليوم الذي بدأ مرض الإيدز بالانتشار وما يحمله من