بسم الله وعونه مقدمة المؤلف أقدم مجموعة من أشعاري، وأبدؤها بما خالجتني من عواطف لجمال الطبيعة، وفي مقدمتها روح الغزل في الموارد الجنسية، وما تخللها نفسيا لآثار الطبيعة التي كنت مشغوفا بها كل الشغف: من هدوء الفجر، وبسمته قبيل طلوع الشمس، أخص منها عند مجرى نهر دجلة والفرات، وريح الصبا الرقيقة التي تلاعب غصون الأشجار، وتغريد البلابل، وانسياب الماء ورقراقه، وما تحمله لمثلي الذي حتم على نفسه أن ينهض كل صباح، ويتجول هنا وهناك بين الشواطئ والجداول، ويمتع عينيه وشمه وسمعه وباقي حواسه، وتلك حقيقة تتمثل لا في الغزل وحسب، بل في وصف ما حوته الطبيعة من جمال وجلال. ومنها ما أنشدته في زهرة الروضة التي يأتي شرحها، ومقدمتها:
زهرة الروضة مثلي أنت تهوين السكون * وتحبين من العيش غديرا وعيون ومن الصبح ابتسامات لدى الفجر تكون * جئت ألقاك لعلي ما أقاسيه يهون وتركت الناس طرا في سبات نائمين * كلما استنهضت فردا خلت وافاه المنون اغتنمها من مسره * ودع النوم وضره وتأمل في حياة * كره من بعد كره أفلا تنظر حتى الطير * يشدو عاف وكره ويلي الغزل ووصف الطبيعة خواطر وأفكار على مرور الزمان، لكل منها مجمل ومفصل عما صادفته من مكاره ومحاسن الحياة، وما خالجني من عبرها، وما أرى أن يسير عليه الفرد والمجتمع من أمور اجتماعية وسياسية واقتصادية وسلوك.