أخطار على المجتمع البشري؟!
وإلى متى تسمح الشركات والأفراد - بل قل: الدول المتاجرة - بأخطر الأسلحة وأخطرها من المواد الذرية والمواد الكيمياوية والحيوية؟! فأين الدول العظمى وجامعة الأمم المنادية بحقوق البشر؟! وأين العقول المربية والحكماء لصد التعديات الفردية والجماعية والشركات العظمى التابعة للدول العظمى القائمة بأشد المظالم لتحصيل موارد اقتصادية، وإثارة الفتن والحروب والصراع في شتى أنحاء المعمورة؟!
هذه الموارد وأمثالها تدعو المفكر الحكيم أن يهيب بالعالم المتحضر الذي جاء بمعاجز الابتكارات المادية، وضل ضلالا في الموارد المعنوية المهمة، تلك التي تخلق الفتن والمجازر منذ العصور القديمة إلى اليوم. ولكن - مع كل الأسف - اليوم والعالم يبلغ ذروة الابتكارات والوسائل الحربية، تلك التي غص بها الشرق والغرب، وكل على قدم الاستعداد للفتك بعدوه، وكل يعلم أن اليوم غير الأمس إذا وقعت حرب فليس هناك من رابح لها، إذ الدمار والخسارة تشمل الجبهتين.
هذه الحقائق أصبحت واضحة ومرعبة كل الرعب للخصوم، وهذه دعت ذوي الرأي والحكمة إلى التفكير لإنقاذ البشرية من التورط المهلك العام.
تلك دعتني اليوم - رغم بلوغي من العمر عتيا، ورغم ما يخالجني من حب محاسن الطبيعة، ومرح روح الشباب - إلى أن أبث ما خالجني شعرا، وما سأشرحه من الخوالج بقصائد، وما كتبته في موسوعتي " الحكومة العالمية المثلى " في ثلاثة أجزاء، وكلي أمل أن أكون من أولئك الذين خدموا البشرية وأنذروها، وكانوا سدا رادعا لوقف الخطر المحدق المداهم، والركون إلى العدالة والاعتدال، ونشر الأصلح بين المسيطرين، والتقارب والتفاهم بين الدول، لا لأغراض دولية خاصة، بل لإنقاذ البشرية من محنتها.
* * *