فصغى، وتأمل ووعى، وأعطاها الحق فيما ادعت، وعاوده حنانه القديم، وعاد لها ذلك الحميم، وقبلها واعتذر، وطلب غفرانها عما بدر، فكانت لحظات أحلام مضنية، تولت عند اليقظة متوارية، فكانت تلك عبرة من العبر، وجولة لهما في الظفر.
اتجه رياض إلى سفوح الجبل للترويح عن النفس تخطى السفوح وزار الربى * وهبت بجنبيه ريح الصبا فتى سار لا يعرف المشكلات * لمسراه ذاك وسر الحياة كليث إذا جاع طاوي الحشا * تمطى وسار إلى حيث شا يحفزه الجوع للاقتناص * ويدفعه طبعه لا مناص إلى أن يروي غليلا ظماه * بقنص ويسقي الحشا من دماه وبعد زئير وكد وجهد * يعود قرير عيون وسهد وكالنخل حط على خد ورد * للثم الزهور على غير وعد ونال من الفل والياسمين * ومن نرجس كل شهد كمين دعاها الكمين من النازعات * غرائز مكبوتة دافعات جمال الطبيعة يثير فيه العواطف وأنشد ذاك الفتى صادحا * بصوت رخيم بدا واضحا يخفف ما عن في جانبيه * يناشد سلمى فتصغي إليه كطير يغرد فوق الغصون * دعى إلفه عن هوى لا مجون أتته الطبيعة بالمبهجات * مفاتن فيهن روح الحياة عبير الورود وريح الصبا * ندي ورقراق ماء الربى