حديث الهوى العذري في الساعة الرابعة بعد ظهر 14 / 10 / 1972 م دق جرس التليفون (الهاتف) وأنا في الطابق ا لثالث من داري المشكلة من ثلاثة طوابق، وكنت منشغلا بالمطالعة، فنهضت ورفعت السماعة وقلت: نعم، وإذا بصوت فتاة أجهل صوتها، فقلت لها: من تريدين؟ فأجابت: أريدك أنت، فتعجبت وقلت: ومن أنت؟
فأجابت: الحقيقة أنا فتاة تلميذة تعبت من المطالعة، فقلت في نفسي: أتكلم هاتفيا وبأرقام أجهل صاحبها عسى أن أحضى بمن يخفف من أتعابي، ومن حسن الحظ أدركت بك بعض الهدف، وعساني أحضى بالباقي.
فتعجبت من هذه الصراحة وسألتها: وهل بإمكانك أن تقدري سني؟ فقالت:
أحسب أنك في سن الخامسة والثلاثين من العمر (1)، فقلت لها: لقد تحديت مشاعري في السن فحسبت أن سني عمري أقل من ذلك، وأني في أدوار الشباب الأولى، فاعتذرت.
ثم عطفت قائلا لها: وما تريدين مني الآن؟ فأجابت: إني أشعر بنفسي مرهقة، وأرجو منك ما يهدئ تعبي، فقلت: وماذا تريدين أن أعمله من أمر ينهنه عنك أتعابك؟ فأجابت: لو قرأت لي أبياتا من الشعر، فقلت لها: سمعا وطاعة.