المرتشي في الحكم ومن كلام له:
أيتها النفوس المختلفة والقلوب المتشتتة، الشاهدة أبدانهم والغائبة عنهم عقولهم! أظأركم على الحق (1) وأنتم تنفرون عنه نفور المعزى من وعوعة الأسد! هيهات أن أطلع بكم سرار العدل (2) أو أقيم اعوجاج الحق اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شئ من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك.
وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي البخيل فتكون في أموالهم نهمته ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول (3) فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق. (*)