بكلام تدبره في نفسه: فإن كان خيرا أبداه، وإن كان شرا واراه (1).
وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وماذا عليه!
وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا. وإن جماعة في ما تكرهون من الحق خير من فرقة في ما تحبون من الباطل (2)! طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، فكان من نفسه في شغل والناس منه في راحة! العشيرة من خطبة له أيها الناس، إنه لا يستغني الرجل، وإن كان ذا مال، عن عشيرته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهم أعظم الناس حيطة من ورائه وألمهم لشعثه (3) وأعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به.
ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة وتقبض منهم عنه أيد كثيرة!