الكبر والتعصب والبغي من خطبة له طويلة تسمى (القاصعة (1)):
ولا تكونوا كالمتكبر على ابن أمه من غير ما فضل جعله الله فيه سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد، وقدحت الحمية في قلبه من نار الغضب، ونفخ الشيطان في أنفه من ريح الكبر الذي أعقبه الله به الندامة.
فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية، فإنه منافخ الشيطان التي خدع بها الأمم الماضية والقرون الخالية.
ولا تطيعوا الأدعياء الذين شربتم بصفوكم كدرهم، وأدخلتم في حقكم باطلهم، وهم أساس الفسوق اتخذهم إبليس مطايا ضلال وجندا بهم يصول على الناس، وتراجمة ينطق على ألسنتهم استراقا لعقولكم ودخولا في عيونكم ونفثا في أسماعكم، فجعلكم مرمى نبله وموطئ قدمه ومأخذ يده. فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم من بأس الله، واتعظوا بمثاوي خدودهم (2) ومصارع جنوبهم. واستعيذوا بالله من لواقح الكبر (3) كما تستعيذون به من طوارق الدهر!