روائع نهج البلاغة - جورج جرداق - الصفحة ٩٨
فاشتروه (1) وأخذوهم بالباطل فاقتدوه (2) إن لم تستقيموا من كتاب له إلى أمرائه على الثغور:
أما بعد، فإن حقا على الوالي أن لا يغيره على رعيته فضل ناله ولا طول خص به (3) وأن يزيده ما قسم الله له من نعمه دنوا من عباده وعطفا على إخوانه.
ألا وإن لكم عندي أن لا أؤخر لكم حقا عن محله، وأن تكونوا عندي في الحق سواء. فإذا فعلت ذلك وجبت لله عليكم النعمة ولي عليكم الطاعة وأن لا تنكصوا عن دعوة (4) ولا تفرطوا في صلاح، وأن تخوضوا الغمرات إلى الحق (5)، فإن أنتم لم تستقيموا على ذلك لم يكن أحد أهون علي ممن اعوج منكم، ثم أعظم له العقوبة ولا يجد عندي فيها رخصة!

1 - أي: حجبوا عن الناس حقهم فاضطر الناس لشراء الحق منم بالرشوة...
2 - أي كلفوهم بإتيان الباطل فأتوه، وصار الباطل قدوة يتبعها الأبناء بعد الآباء.
3 - الطول: عظيم الفضل. أي: من الواجب على الوالي إذا خص بفضل أن يزيده ذلك قربا من الناس إخوانه وعطفا عليهم، وليس من حقه أن يتغير.
4 - أي: أن لا تتأخروا إذا دعوتكم.
5 - الغمرات: الشدائد.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست