واحتبلكم المقدار (1)، وقد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فأبيتم علي إباء المخالفين المنابذين حتى صرفت رأيي إلى هواكم، وأتم معاشر أخفاء الهام (2) سفهاء الأحلام ولم آت، لا أبا لكم، بجرا ولا أردت لكم ضرا.
أين العمالقة من خطبة خطب الإمام بها الناس بالكوفة وهو قائم على حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومي، وعليه مدرعة من صوف وحمائل سيف ليف، وفي رجليه نعلان من ليف أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ألبسكم الرياش وأسبغ عليكم المعاش. فلو أن أحدا يجد إلى البقاء سلما، أو لدفع الموت سبيلا، لكان ذلك سليمان بن داود عليه السلام، الذي سخر له ملك الجن والإنس، مع النبوة وعظيم الزلفة. فلما استوفى طعمته واستكمل