ومعاشا، والنهار سكنا وقرارا، وجعل لها أجنحة من لحمها تعرج بها عند الحاجة إلى الطيران كأنها شظايا الآذان (1) غير ذوات ريش ولا قصب، إلا أنك ترى مواضع العروق بينة أعلاما (2) لها جناحان لما يرقا فينشقا ولم يغلظا فيثقلا، تطير وولدها لاصق بها لاجئ إليها:
يقع إذا وقعت ويرتفع إذا ارتفعت، لا يفارقها حتى تشتد أركانه ويحمله جناحه ويعرف مذاهب عيشه ومصالح نفسه. فسبحان الباري لكل شئ على غير مثال خلا من غيره!
خلقة الطاووس من خطبة له يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس:
ومن أعجبها خلقا الطاووس الذي أقامه في أحكم تعديل، ونضد ألوانه في أحسن تنضيد، بجناح أشرج قصبه (3) وذنب أطال مسحبه