وإياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة (1)، والتغابي عما تعنى به مما قد وضح للعيون، فإنه مأخوذ منك لغيرك، وعما قليل تنكشف عنك أغطية الأمور وينتصف منك للمظلوم. إملك حمية أنفك (2) وسورة حدك وسطوة يدك وغرب لسانك (3) واحترس من كل ذلك بكف البادرة (4) وتأخير السطوة حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار.
والواجب عليك أن تتذكر ما مضى لمن تقدمك من حكومة عادلة أو سنة فاضلة، وتجتهد لنفسك في اتباع ما عهدت إليك في عهدي هذا، واستوثقت به من الحجة لنفسي عليك، لكي لا تكون لك علة عند تسرع نفسك إلى هواها. وأنا أسأل الله أن يوفقني وإياك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه وإلى خلقه (5).