سراجه بالليل القمر ومن خطبة له تحتوي قولا رائعا في محمد والمسيح:
وقد كان في رسول الله صلى الله عليه وسلم كاف لك في الأسوة ودليل على ذم الدنيا وعيبها، وكثرة مخازيها ومساويها إذ قبضت عنه أطرافها ووطئت لغيره أكنافها وفطم عن رضاعها وزوي عن زخارفها.
وإن شئت قلت في عيسى ابن مريم عليه السلام فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن، وكان إدامه الجوع وسراجه بالليل القمر، وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم. ولم تكن له زوجة تفتنه ولا مال يلفته ولا طمع يذله، دابته رجلاه وخادمه يداه.
على منهاج المسيح قال نوف البكالي: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة وقد خرج من فراشه فنظر في النجوم، فقال لي: يا نوف، أراقد.