ونطق بألسنتهم ومن خطبة له اتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكا (1) واتخذهم له أشراكا، فباض وفرخ في صدورهم، ودب ودرج في جحورهم، فنظر بأعينهم ونطق بألسنتهم، فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل (2) فعل من قد شركهم الشيطان في سلطانه ونطق بالباطل على لسانه.
جعلوهم حكاما على الرقاب سأل الإمام سائل عن أحاديث البدع عما في أيدي الناس من اختلاف الخبر. فقال في جملة ما قال:
إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا. وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به لك، ثم بقوا بعده - يعني النبي - فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان، فولوهم الأعمال وجعلوهم حكاما على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا. وإنما الناس مع الملوك إلا من عصم الله!